بحث مخصص

السبت، 25 ديسمبر 2010

ن مودج من فن القصة


ن مودج من فن القصة
( العودة) ليوسف إدريس
تعتبر القصة القصيرة فنا من الفنون النثرية الحديثة , ظهرت في أواخر القرن 19 م بداية القرن 20 عن طريق المتاقفة ر الترجمة و الصحافة , و لها مجموعة من الخصائص و المميزات متمثلة في الموضوع الذي يشكل الإطار العام الذي تدور فيه أحداث القصة وقد يكون إما حدثا بوليسيا أو اجتماعيا أو نفسيا , ثم الأحداث و هي العنصر الأساسي في كل عمل سردي إبداعي الذي ترتب بيه باقي العناصر الأخرى بروابط ثمينة و قد تكون هده الأحداث إما واقعية أو محتملة الوقوع مثل قصص الخيال العلمي أو لا يمكن وقوعها مثل الأساطير فالشخصيات و التي تلعب الدور الأساسي في تحريك الأحداث و جعلها أكثر دينامكية و قد تكون إما رئيسية أ و ثانوية, مسطحة أو نامية , يليه الزمان الذي يضفي أبعادا فنية و الذي يتفاعل مع نفسية المتلقي ثم المكان الذي تدور فيه أحداث القصة , إما مكان مغلق أو أخر مفتوح و الذي له كبير في تهيئة الجو النفسي الخاص للمتلقي .
ولعل أبرز رواد هدا الفن القصصي الإبداعي (محمود تيمور , أحمد بسفور , يوسف إدريس : و الذي يعتبر من أهم الأدباء المصريين وهو من مواليد (1927) و قد اهتم في كتاباته بتجسيد المعاناة الاجتماعية التي يعاني منها المواطنون البسطاء , و له مجموعات قصصية منها (أخر الدنيا وقاع المدنية ) )
فإلى أي حد ساهم يوسف إدريس
في هدا الفن السردي ؟ و كيف تبرز معالم هدا الفن القصصي من خلال النص ؟
بغوص بنا نصنا( العودة) لصاحبه يوسف إدريس إلى أعماق بحر من بحور الإبداع الأدبي و هو القصة حيت يرسم لنا ملامح إنسان رمته الأقدار في أحضان المدينة بعدما أخدته أخدا من بين أحضان عائلته
الصغيرة القاطنة بالبادية كما أنه إنسان يحاول دائما العودة إلى مسقط رأسه .
تبدأ أحداث القصة من القطار حيت يصل الكاتب إلى قريته , يتوقف قليلا يتأمل القطار و رأسه الأسود و عينيه الحمراء التي تنفت لهيبا أحمر , يغادر بطلنا المكان متوجها نحو منزله وهو يصف شمس قريته الصفراء التي تعكس لونها على بيوتها الطينية الهادئة , فيجد نفسه أخيرا أمام باب منزله وقد فتح , يصور إخوانه وهم يتعلقون به و يعانقنه حافين بعد دلك لهفت عينه والده الدي يجعه به حب شديد , و أخيرا يرتمي في أحضان أمه الحنون , كما انتعش برائحة تراب قريته التي عانقها بعد طول الفراق .
لقد نقل لنا الكاتب صورة حية عن البادية وسكانها الدين يعانون لكسب قوت يومهم , والدين ينفقون الغالي والرخيص لتربية أبنائهم تربية حسنة رغم كل العوائق المادية , كما تقدم تحية حب و إجلال للمرأة القروية خاصة و التي هي جنبا إلى جنب مع زوجها قصد المساعدة , و وصفه يد أمه الخشنة خير دليل على دلك ,
خيوط هده القصة يمسك بها القاص باعتباره شخصية رئيسية تحرك الأحداث إلى جانب شخوص أخرى فهناك الأب : رب الأسرة , رجل قوي متمسك بأرضه و تقاليدها حتى النخاع و لباسه دليل على دلك , دوره مهم في تهييج أحاسيس القاص وهو دافع من دوافع ارتباطه الوثيق بقريته و إصراره على العودة إليها بعد طول غياب , ولا ننسى الإخوة : الدين يدفعونه إلى العمل من أجل ضمان استمرارهم باعتباره الأخ الأكبر و المسؤول الثاني عنهم بعد الأب أما الأم : فقد تكون بالنسبة له هي الأرض التي لا يمكن أن يعيش من دونها أو يتركها وهي الخير كله , و هي التي ترسم البسمة على شفاه المكان الذي يسوده هدوء و صمت يطال حتى سكان القرية التي لا زالت لحسن الحظ صافية نقية فهي الأصل والمنبع ومنها نأتي و إليها نعود .
استعمل القاص الوصف أكثر من الحوار الذي كان ضعيفا , و اقتصر على حوار بسيط مع بعض القرويين ومع أمه حيت وظف تقنية الرؤيا من الخلف لأن معرفته بالأحداث
تتجاوز معرفة الشخصيات بها .
المرسل : الحنين ٍ
الموضوع : زيارة الأسرة و إطفاء نيران الشوق لقريته و أسرته
المرسل إليه : القرية و الأسرة
المساعد : القطار
الذات : الكاتب( البطل) ____
______ المعاكس : ظروف عمله في المدينة و قسوة الحياة فيها
_ و تعتبر هده القصة من القصص الحديثة الواقعية والتي حدث فيها تكسير لبناء القصص التقليدية من متواليات سردية (بداية ، وسط , نهاية ) حيت نلاحظ إنعدام الحدث الطارئ إذ أن الأحداث تسير في خط أفقي مسترسل .
الوضعية الأولوية : نزول البطل من القطار و توجهه نحو بلدته .
سيرورة التحول :
حادث طارئ: لا يوجد
تطور الأحداث : عبوره المشاية و لقاءه مع أهل البلد و ترحيبهم به , وصوله إلى منزله ولقاءه مع إخوانه ثم أبيه و أمه .
النتيجة : لا توجد
الوضعية النهائية : لا وجود لأي وضعية نهائية لأن الأحداث تسير في خط مسترسل لا تتخلله أي عقدة
لكل قصة مغزى و أبعاد والقصة التي بين أيدينا لها مغزى واحد متمركز في تصوير حالة سكان البوادي المزرية سواء من لباس أو مأوى , و قد نجح يوسف إدريس في إقناعنا بأن لحظة لقاء الأهل بعد طول غياب باتت قريبة .
من خلال كل ما سبق نلاحظ أن النص ينتمي إلى جنس القصة القصيرة الواقعية لأن الكاتب ينقل لنا أجواء الرومانسية التي تنشأ بين المغترب و أهله بعد طول الفراق
إنتهى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق